"أكثر من أي شيء آخر يتميز القرن الـ 21 بازالة الحواجز النفسية أمام تنفيذ عمليات ارهابية كبرى، كما تجسد بشكل أليم في عمليات 11 ايلول في الولايات المتحدة" – قال أمس رئيس المخابرات يوفال ديسكن في كلمة علنية نادرة.
ديسكن، الذي تطرق الى تهديدات الارهاب قال انها ستحتدم مع السنين وتصبح أكثر فأكثر تعقيدا وصعوبة على التشخيص والمنع. وتحدث رئيس المخابرات في تل أبيب، في افتتاح مؤتمر معهد التصدير الاسرائيلي لامن الوطن.
"لشدة الاسف"، قال ديسكن، "التكنولوجيات التي أصبحت متوفرة لكل انسان وجعلت العالم قرية عالمية، ستسمح أيضا بالارهاب الذي يغطي القارات ويتجاوز الحدود".
وحسب أقواله، فان تكنولوجيا الانترنت المتوفرة مثل Google Earth الانترنت المنتشرة في العالم والتطبيقات المتبعة في اجهزة آيفون تسمح اليوم لمنظمات الارهاب بان تحصل على ما وصفه بانه "معلومات استخبارية عليا". والتصدي صعب أيضا لان الوسائل القتالية المتطورة التي كانت ذات مرة تحت تصرف الدول حصرا، تخدم اليوم منظمات الارهاب.
وقال ديسكن: "غير مرة أُسأل هل يمكن الانتصار في الحرب ضد الارهاب. جوابي، المستند الى التجربة الكبيرة لدولة اسرائيل قاطع لا لبس فيه: يمكن الانتصار في هذه الحرب".
غير أنه لهذا الغرض، أضاف، مطلوب تعاون وثيق بين الاجهزة داخل الدولة الواحدة "ولهذا الغرض مطلوب قدرة عليا واحدة، لاسفي التكنولوجيا لم تجد لها جوابا: ان نضع جانبا الايغو الشخصي، والايغو الجهازي". وذلك على حد قوله اضافة الى التعاون العالمي بين الدول وبين أجهزة الاستخبارات والامن المختلفة.
التعاون بين الاجهزة وتدفق المعلومات الاستخبارية والتكنولوجية تقف خلف المفهوم لعقد المؤتمر، الذي وصل اليه مئات الضيوف من أرجاء العالم: وزراء للامن الداخلي، رؤساء اجهزة سرية، مهنيون وصناعيون ومئات من ممثلي الشركات الاسرائيلية الرائدة، الذين عرضوا تطويراتهم الاخيرة في قاعة مؤتمرات فندق "دان بانوراما". "وهذا بالضبط ما يعنيني"، قال بابتسامة كبيرة رجل مهني وصل من البرازيل التي ستستضيف العاب المونديال في 2014 والالعاب الاولمبية في 2016 والتصدي لسلسلة لا نهاية لها من التهديدات الارهابية – "الاختراعات الجديدة للرأس اليهودي".
والى ذلك: تقرير جديد لمنظمة بتسيلم وهموكيد لحماية الفرد ينشر اليوم ويعنى بمعتقل المخابرات في بيتح تكفا – المعتقل الذي لم يعرف عنه شيء تقريبا – يكشف النقاب عن انه في العقد الماضي رفعت 645 شكوى ضد محققي المخابرات ولم يفتح حتى ولا تحقيق جنائي واحد. وبزعم رجال المنظمتين، فان البحث يستند الى شهادات 121 فلسطينيا احتجزوا في المعتقل في السنة الماضية، ورووا لباحثي المنظمتين والمحامين الذين تحدثوا معهم عن انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وعن شروط الاعتقال الوحشية في الزنزانة محكمة الاغلاق والتقييد الطويل في غرف التحقيق.
9 في المائة ممن حقق معهم ادعوا بان المحققين استخدموا ضدهم العنف الجسدي وبعضهم تحدث عن التعذيب. "حقيقة أن التنكيل بالمعتقلين استمر لفترة طويلة بعد أن انتهى التحقيق معهم تدحض هي ايضا الادعاء بان كل هدفه هو احباط أعمال الارهاب"، كما ورد في التقرير. "في قسم كبير من الحالات واصلت الدولة احتجاز المعتقلين في معتقل بيتح تكفا، في الزنازين المذكورة، في ظروف مخزية بل واحيانا بالعزلة، لزمن طويل بعد أن انتهى التحقيق معهم".
وطلب من المخابرات التعقيب على التقرير وتوجه مراسل يديعوت احرونوت لتلقي رد فعل وزارة العدل، الذي ارفق بالتقرير حيث ورد: "حسب نهجنا، فان التقرير يعاني من افتراضات عمومية، بعضها خطير للغاية، دون اسناد، باستثناء اقوال عمومية تطرح دون معطيات تفصيلية يمكن فحصها وتأكيدها او نفيها، بكل ما يعنيه ذلك من معنى. تحقيقات المخابرات تتم حسب القانون بهدف احباط ومنع النشاطات غير القانونية التي غايتها المس بامن الدولة، بالنظام الديمقراطي او بمؤسساته".