تل ابيب (رويترز) - قال مسؤول مخابرات اسرائيلي كبير يوم الاحد إن مصر لا تبذل ما يكفي من جهود للتصدي لتهريب الاسلحة الى غزة مما يسمح لحركة المقاومة الاسلامية حماس ببناء ترسانة قوية من الصواريخ.
وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه انه بامكان مصر بكل سهولة وقف تجارة الاسلحة السرية لكن الفساد والخوف من توتير العلاقات العربية يمنعان القاهرة من تحقيق ذلك.
وقال المسؤول في افادة صحفية لصحفيين اجانب ان "هذه واحدة من اكبر المشاكل لدينا" مضيفا ان حماس تعافت من تبعات مقتل احد قادتها في دبي في وقت سابق هذا العام وتتزود بالسلاح بصورة مستمرة.
وقال "ان قدرة ايران على تهريب الاسلحة عبر مصر الى غزة تقود الى انعدام استقرار في المنطقة."
وتمثل تصريحاته تكرارا لانتقادات وجهت لمصر في 2007 من وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة انذاك تسيبي ليفني التي دفعت واشنطن للضغط على القاهرة لتشديد اجراءات الرقابة على الحدود.
وقالت مصر في السابق انها تؤدي ما عليها من التزامات على طول حدودها القصيرة مع غزة. ولم يكن اي من مسؤولي السفارة المصرية في تل ابيب متاحا على الفور للتعقيب.
وقال المسؤول الاسرائيلي ان شبكة من انفاق التهريب محفورة تحت صحراء سيناء مكنت حماس من اعادة بناء مخزونها من الاسلحة الذي استنزف الى حد كبير خلال الهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة اسابيع على غزة في اواخر 2008 واوائل 2009.
وقال المسؤول "بامكان مصر ايقاف كل عمليات تهريب الاسلحة في غضون 24 ساعة اذا ارادت" واضاف "النظام الامني المصري في سيناء فاسد. لا أتحدث عن شخص او اثنين. اتحدث عن عشرات وربما مئات من الاشخاص الذين يتلقون الرشى من المهربين."
وقال ان التعاون بين البلدين اكثر ايجابية في مجالات أخرى مشيرا الى حملة أمنية قامت بها مصر هذا الشهر ضد اسلاميين مشتبه بهم في سيناء بعد تلقيها معلومات من اسرائيل
وترفض حماس الاعتراف باسرائيل والتخلي عن العنف او تأييد اي اتفاقات سلام توصلت اليها غريمتها حركة فتح التي اطاحت بها حماس من غزة عام 2007.
وقال مسؤول المخابرات ان حماس حشدت قواها في الاونة الاخيرة بعد فقد محمود المبحوح احد خبراء الاسلحة فيها والذي قتل في فندق في دبي في يناير كانون الثاني.
وهناك افتراضات على نطاق واسع أن أجهزة المخابرات الاسرائيلية هي التي نفذت اغتيال المبحوح لكن المسؤول رفض مناقشة الهجوم.
وقال "واجهت حماس بعض المشاكل على مدى العام الماضي منذ فقدها للسيد المبحوح في دبي. اعتقد انهم بدأوا اليوم وللمرة الاولى منذ ذلك الحين في التعافي وحققوا نجاحا اكبر في عمليات التهريب في الشهور القليلة الماضية."
وتجري حماس وغريمتها فتح مفاوضات في سوريا في محاولة للتغلب على خلافاتهما العميقة التي جعلت غزة والضفة الغربية منفصلتين تماما.
وقال مسؤول المخابرات ان اسرائيل لا تتوقع ان تتحقق المصالحة الفلسطينية قريبا مضيفا ان هذا يمثل مشكلة لكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولجهود التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط.
وقال "ابو مازن يتفهم انه لا يملك اي خطة حقيقية يمكنها تغيير الوضع في قطاع غزة. وتفهم حماس هذا ايضا. هذه واحدة من اكبر المشاكل التي يواجهها ابو مازن وكذلك عملية السلام بيننا وبين الفلسطينيين."