الروبوت القتالي .. سلاح حروب المستقبل؟
الطائرات دون طيار وسواها من أصناف الروبوتات القتالية .. هل ستنافس الطيران الحربي المأهول والآليات القتالية التقليدية الأخرى؟ ما مدى الفاعلية والتعقيد لهذا الصنف القتالي ؟ وهل تبدو مبررة تحذيرات دعاة السلام من أن الاستخدام المطرد للروبوتات الحربية في الجيوش الحديثة قد يؤدي إلى المزيد من النزاعات المسلحة ؟
معلومات حول الموضوع:
بات من الشائع والمعتاد ما نشهده اليوم من تطورعاصف في صناعة الروبوتات المقاتلة ، سواء الطائرات غير المأهولة او الآليات البرية او البحرية التي تمارس تلقائيا الإستطلاع والتجسس من الجو، وتسدد الضربات الصاروخية، وتبطل مفعول الألغام والعبوات الناسفة، وتمارس الخفارة وحراسة الحدود بدون مشاركة مباشرة من الإنسان. وفي المستقبل ستتولى مروحيات لا يقودها طيارون توصيل قوات الإنزال الى المكان المطلوب، وسيتم تعليم الروبوتات على تحديد وجهتها والتحرك في الإتجاهات اللازمة على ساحة العمليات القتالية لتوفر الحماية والتغطية النارية للمقاتلين ، وسيكون بوسعها ان تنقل الذخيرة وتخلي الجرحى تلقائيا. برامج "الروبتة" او التحكم التلقائي بالآليات والمعدات الحربية تنفذ الآن وتتطور في اكثر من اربعين بلدا. وتفيد التقديرات ان السوق العالمي للمروحيات والطائرات غير المأهولة وحدها سيبلغ في غضون السنوات العشر القادمة مستوى خمسة وخمسين مليار دولار. الولايات المتحدة اول من اعتمد تقنيات التحكم عن بعد بالآليات الحربية. ففي الجيش الأميركي الآن قرابة تسعة عشر الف وحدة وآلية اوتوماتيكية تعمل على اساس التحكم عن بعد. وفي السنوات الثلاثين القادمة سيزداد عدد المروحيات والطائرات بدون طيار في القوة الجوية الأميركية اربعة أضعاف، فيما ستشتري البنتاغون في العام القادم آليات من هذا النوع اكثر من مشترياتها من الطائرات العادية. ويستخدم الأميركيون الطائرات العمودية والطائرات غير المأهولة استخداما نشيطا وفاعلا في حل مهمات قتالية فعلية. وبموجب مخططات القوة الجوية الأميركية سيوضع حيز الإستعمال في العراق وافغانستان خلال السنوات القريبة القادمة "مرآب" كامل من شتى آليات ومعدات التحكم القتالي عن بعد، وهي متنوعة من حيث الأحجام والمهمات، وأصغرها قد يكون بحجم اليعسوب. وتنوي اسرائيل، هي الأخرى، زيادة عدد الطائرات وسائر الروبوتات القتالية. فبعد عشرة او خمسة عشر عاما ستشكل الروبوتات إجمالاً ثلث الآليات الحربية الإسرائيلية. ويرى الكثيرون من خبراء المعدات العسكرية ان المستقبل للروبوتات بالذات في الصناعات الحربية. فهي ستغدو اكثر تعقيدا، واقل اعتمادا على الإنسان الذي يتحكم بها ، وستزيح بالتدريج عموما الطائرات والدبابات والسفن الحربية المعتادة بطواقمها البشرية. الا ان المتشككين يعتبرون الضجة المثارة حول الروبوتات المقاتلة مجرد حملة اعلامية باهظة الثمن، ويقولون ان هذه الروبوتات تعاني من جملة نواقص ومشاكل مستعصية.