|
افتتح صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى حاكم الفجيرة أمس قاعدة الفجيرة البحرية التي تقع على الساحل الشرقي لدولة الامارات والتي تمتاز بموقعها الحيوي .
وقد تم اختيار موقع القاعدة البحرية بامارة الفجيرة التي تمتاز كبقية امارات الدولة بموقعها الاستراتيجي المهم، الذي يربط الدولة ببحر العرب والمحيط الهندي .
حضر افتتاح القاعدة سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة والشرطة والمسؤولين في الدوائر الحكومية في الفجيرة .
ولدى وصول صاحب السمو حاكم الفجيرة الى مكان الاحتفال لتدشين القاعدة البحرية، كان في استقباله الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلام الوطني للدولة . . واستعرض سموه حرس الشرف من القوات البحرية .
وقد ألقى قائد القاعدة البحرية كلمة رحب فيها بصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي وبالحضور في هذا الاحتفال، الذي يتم فيه افتتاح صرح من صروح قواتنا المسلحة في امارة الفجيرة والمتمثل في قاعدة الفجيرة البحرية، والذي سيضيف لبنة أخرى في بناء قواتنا المسلحة بشكل عام والقوات البحرية بشكل خاص .
وقال إن الأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها امارة الفجيرة أوجبت اهتمام قيادتنا الرشيدة بإنشاء قاعدة بحرية عسكرية بالقرب من مضيق هرمز الذي يتمتع بأهمية استراتيجية مؤثرة ومن خلال موقعها المطل على بحر عمان، إذ يمكنها هذا الموقع من لعب الدور المخطط لها ضمن خطط الدفاع الاستراتيجي عن أراضي ومياه الدولة .
وأكد قائد القاعدة البحرية أن مثل هذه القاعدة سوف تسهم في رفع قدرات القوات البحرية على تنفيذ مهامها في هذا الجزء من المسرح البحري للدولة، ضمن الخطط الاستراتيجية الدفاعية الشاملة والتي تتلخص في حماية المياه الاقليمية والمنشآت الحيوية التي تشملها وتوفير الأمن البحري، والمحافظة على امن وسلامة طرق التجارة المؤدية من والى الدولة ضمن القانون الدولي وتقديم الاستجابة الفورية للكوارث الطبيعية والصناعية التي تحدث في البحر .
وأعرب في ختام كلمته عن شكره لافتتاح صاحب السمو حاكم الفجيرة لهذه القاعدة مما يؤكد دعمه المستمر للقوات المسلحة، داعياً الله تعالى أن يوفق الجميع لخدمة هذا الوطن في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الاعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
وبعدها توجه سموه إلى مبنى قيادة قاعدة الفجيرة البحرية حيث صافح كبار مستقبليه من ضباط القوات المسلحة وضباط القوات البحرية، واستمع صاحب السمو حاكم الفجيرة إلى ايجاز من قائد القاعدة، موضحاً أهميتها الاستراتيجية سواء من حيث الموقع أو من حيث الأهداف التي أنشئت من أجلها وأهمها حماية سواحل الدولة البحرية وتأمين حركة الملاحة في منطقة مضيق هرمز الاستراتيجي، والذي يعد شريان الحياة الذي تعبر منه ناقلات النفط العالمية وهي تحمل أكثر من 60 في المئة من استهلاك العالم من البترول .
بعدها تفضل صاحب السمو حاكم الفجيرة راعي الحفل بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية ايذانا بافتتاح القاعدة، ثم قام سموه بجولة رافقه فيها سمو ولي عهد الفجيرة ورئيس الأركان وكبار ضباط القوات المسلحة والشرطة تفقد خلالها القطع البحرية الرأسية في القاعدة واستمع إلى شرح من قائد القوات البحرية عن اهمية انشاء هذه القاعدة في الذود عن حدود الدولة الشرقية، التي تطل على خليج عمان بمسافة اكثر من 70 كيلومتراً والعمل على حمايتها والمساهمة في تأمين حركة الملاحة العالمية من والى المنطقة خدمة للمصالح العليا للدولة .
ويأتي افتتاح هذه القاعدة البحرية بالفجيرة نظراً لأهمية الموقع الاستراتيجي لإمارة الفجيرة، وفي اطار استراتيجية القوات المسلحة لتطوير كافة وحداتها البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، لتكون الدرع الحصين الذي يحمي حدود الدولة والحفاظ على أمنها واستقرارها وكجزء من مسؤوليتها الوطنية في الدفاع عن مصالحها الحيوية .
كما يجيء افتتاح القاعدة البحرية استكمالاً لجهود قواتنا المسلحة في الارتقاء بإمكانات تشكيلاتها المسلحة وتعزيز قدراتها لأداء واجب الدفاع عن الوطن، وصوناً لأمنه واستقراره وإنجازاته ومكتسباته والمساهمة في دعم الأمن والسلام من منظور استراتيجي يفي بمتطلبات الحاضر ويواجه التحديات المحدقة في منطقة تتزايد أهميتها باستمرار وتشهد تحولات متتابعة تستلزم اليقظة والجاهزية والاستعداد الدائم لرد المخاطر المحتملة .
وقد أثبتت القوات المسلحة تفاعلها مع الخطط والبرامج للدولة لتكون ركن دولتنا المكين وساعدها القوي الذي يحميها ويحافظ على سيادتها واستقلالها ويصون مكتسباتها ويرد عنها الكيد والأذى .
وتعتبر قاعدة الفجيرة البحرية بإمكاناتها وتجهيزاتها المتقدمة جزءاً مكملاً لحماية سواحل الدولة وحدودها ضمن الانجازات الكبيرة لقواتنا المسلحة وجاءت نتاج رؤية ثاقبة وتتويجاً عملياً لجهود مضنية دأب عليها ولا يزال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذين واكبوا مراحل بناء قواتنا المسلحة وتابعوا لحظة بلحظة وبكل دقة مراحل تنمية هذه القوات وتحديثها، ووجهوا وبذلوا الطاقات والإمكانات كلها لترسيخ دور قواتنا المسلحة في معادلة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وتعزيز المكانة المتميزة والفريدة لبلادنا على خريطة عالم اليوم .
وأصبحت قواتنا المسلحة رقماً صحيحاً في معادلة الأمن والسلام والاستقرار تنفيذاً لرؤية صاحب السمو رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله بأن الأمن العربي كل لا يتجزأ .
كما أثبتت قواتنا المسلحة أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن قيمها المتمثلة في الغايات والأهداف الوطنية في إطار الاستراتيجية الوطنية الشاملة للدولة ولتحقيق رؤية جماعية مشتركة للأمن الوطني العربي في ظل توازنات القوى الدولية والإقليمية .