سياسة الدفاع اليابانية آخذة في التغير. لقد شجعت تحركات القوى في آسيا طوكيو على الخروج، أخيراً، من جمود الحرب الباردة العميق.
بعد 19 عاماً على انهيار الاتحاد السوفياتي، تعيد اليابان توازن قواتها العسكرية. وبموجب توجيهات سياسة الدفاع الجديدة المتوقعة هذا الأسبوع، لن تكون تلك القوات متركزة أساسا في الجزر الشمالية، ومستعدة للصراع المسلح ضد الغازي السوفياتي الذي لم يعد موجودا الآن. بدلا من ذلك، سيتم إعادة تجهيزها ووضعها في الجنوب. وستفسح الدبابات المجال للصواريخ المضادة للسفن الموجودة في قواعد الجزيرة، وللغواصات الجديدة، والطائرات المقاتلة. والهدف منها هو ردع العدو البحري من الجانب الغربي.
من المفترض أن سعي اليابان للاستجابة إلى الحقائق الاستراتيجية أمر مقبول. ففي حين أن الاتحاد السوفياتي لم يعد موجوداً، تقوم الصين بشكل سريع بتحديث جيشها، وتمثل صواريخ كوريا الشمالية وبرامجها النووية تهديداً متزايداً. ولا تقوم اليابان بإعادة تسلح. فبناء الصواريخ والسفن سيقابله تخفيض في قوات الدبابات. علاوة على ذلك، هذه الخطوة ليست متهورة. فطوكيو تناقش هذا التغيير منذ بعض الوقت الآن.
مع ذلك، ستكون عملية إعادة التوازن هذه مثيرة للجدل في المنطقة، لأنها تغير الصورة الاستراتيجية الأوسع. وتصميم القوة الجديدة لليابان مناسب أكثر من تصميمها القديم مع أفكار الولايات المتحدة حول ''التحالف الثلاثي'' بين واشنطن، وسيئول، وطوكيو لإدارة المشاكل الأمنية في آسيا - لا سيما تلك النابعة من الصين، أو كوريا الشمالية. وهذا ربما يأخذ اليابان إلى ما يتجاوز موقفها الخاص الدفاع الداخلي فقط.
لن تحب الصين هذا التغير في التركيز، لكن لا يمكن لبكين أن تلوم إلا نفسها. فقد أهدرت فرصة إعادة العلاقة مع طوكيو بعد فوز الحزب الديمقراطي الياباني في انتخابات العام الماضي. وأدى الحزم الصيني المتزايد - خاصة الاشتباك الأخير حول جزر سينكاكو المتنازع عليها - إلى تحول في وجهة النظر اليابانية، وإلى دعوات لتعزيز الدفاع عن مصالح الأمة. وأدى كذلك إلى تقريب حكومة الحزب الديمقراطي الياباني من واشنطن بعد خلافاتهما بشأن القواعد الأمريكية في أوكيناوا.
لقد أخاف استئساد الصين جيرانها الأصغر، خصوصاً أولئك الذين لديهم نزاعات حدودية مع بكين. وسياسة اليابان الجديدة يمكن أن تمنح هذه الدول الراحة. إلا أن على طوكيو التحرك بحذر، بالنظر إلى الحساسيات المتعلقة بسلوكها السابق في آسيا. فاليابان لم تتخلص بعد من تبعات الفظائع التي ارتكبتها قواتها في الثلاثينيات والأربعينيات. وعليها إظهار حسن نيتها لبكين ودول المنطقة، وفي الوقت نفسه عدم إهمال حاجتها إلى تغيير قواتها الدفاعية. وعليها أن لا تسمح لنفسها بإظهار القوة، أو التهديد بها