الموضوع منقول من كتاب اغراق بسمارك للكاتب لودوقيك كنيدى وعن رواية مطاردات فى اعالى البحار من سلسلة حدث بالفعل.
وسأقوم بوضع صور إضافه للموضوع المنقول
وسأضيف بعض المعلومات
وأيضآ بعض الفيديوهات الرائعه
*فى مايو 1941 اصبحت معظم الدول الاوروبية تحت سيكرة الالمان.وكان وجود الاسطول الالمانى فى المحيط الاطلنطى تهديد مخيف لقوافل السفن التى تحمل الامدادات الحيوية من امريكا الجنوبية والولايات المتحدة الى بريطانيا وبعد ذلك الى السوفيت عبر بحر الشمال.
وقصة اغراق بسمارك تعد من اهم واقوى العمليات البحرية والجوية التى تدرس حتى الان فى اهم الكليات البحرية فى مختلف دول العالم حيث انها اول عملية بحرية وجوية مشتركة.
ومؤلف الكتاب (لودوقيك كنيدى) اشترك فى هذه المطاردة حينما كان ضابطا صغيرا على احدى المدمرات البريطانية خلال الحرب وتمكن بعد الحرب من الاطلاع على الكثير من الوثائق الحربية البريطانية والالمانية,كما قام بنفسه بالبحث عن الحقيقة ممن اشتركوا فى هذه العملية ممن بقوا على قيد الحياة من الجانبين.
وفى مايو 1989 تم العثور على البارجة النازية بسمارك فى قاع المحيط الاطلنطى وتم تصويرها تحت الماء وكانت المفاجأة الكبرى التى اشارت اليها بغض الكتب التى صدرت فى المانيا عام 1980 والتى تحمل شهادة ضباط البارجة العملاقة بسمارك.
انتهى بناء البارجة العملاقة بسمارك فى فبراير 1939 فى ترسانة احدى الشركات الالمانية فى ميناء هامبورج حيث حضر هتلر والقادة حفل تدشين البارجة التى اطلق عليها اسم المستشار اوتوفون بسمارك otto von bismarck الذى وحد الولايات الالمانية فى دولة عصرية قوية عام 1871.
Otto von Bismarck in August 1890
وخلال الاشهر التسعة التالية جرى تسليحها ب:
وتسليح مساعد يضم: 8 مدافع رئيسية عيار 15 بوصة فى اربعة ابراج فى مقدمة ومؤخرة البارجة,كل مدفعين فى برج دوار من الصلب سمكه 14 بوصة.
12 مدفع عيار 5.9 بوصة. 16 مدفع عيار 105 ملليمتر. 16 مدفع مضاد للطائرات عيار 37 ملليمتر. 20 مدفع رشاش رباعى واحادى المواسير من عيار 20 ملليمتر.
وتبلغ حمولة البارجة بسمارك 41,700 طن اما وهى فى كامل تجهيزها وعتادها فتبلع حمولتها 50,900 طن ,ومزودة بمحركات ديزل قوتها 138000 حصان و3 رفاصات,وسرعتها 29 عقدة(حوالى 53ك/س) ,وهى مصفحة بجدار من الصلب الخاص حول هيكلها سمكه 38.5 سنتيمتر اما السطح فسمكه 20 سنتيمتر ويبلغ طول البارجة 251 متر ويبلغ عرضها 36 متر اما الغاطس فا 9.3 متر وفى كمل تجهيز البارجة يبلغ الغاطس 10.2 مترا ,اما الطيران فقد كانت تحمل البارجة 4 طائرات من طراز arado ar 196
.
Name:BismarckOrdered:16 November 1935Laid down:1 July 1936Launched:14 February 1939Commissioned:24 August 1940Bismarck General characteristicsDisplacement:41,700 T standard
50,900 tonnes full loadLength:251 metres (823.5 ft) overall
241.5 metres (792.3 ft) waterlineBeam:36.0 metres (118.1 ft) waterlineDraft:9.3 metres (30.5 ft) standard
10.2 metres (33.5 ft) full loadPropulsion:12 Wagner high-pressure;
3 Blohm & Voss geared turbines;
3 three-blade propellers, 4.70 m diameter
150,170 hp (121 MW)Speed:30.1 knots during trials (one work claims a speed of 31.1 knots (57.6 km/h).Range:8,525 nm at 19 knots (35 km/h)Complement:2,092: 103 officers 1,989 men (1941)Armament:
8 × 380 mm (4×2)
12 × 150 mm/L55 SK-C/28 (6×2)
16 × 105 mm/L65 SK-C/37 / SK-C/33 (8×2)
16 × 37 mm/L83 SK-C/30
12 × 20 mm/L65 MG C/30
8 × 20 mm/L65 MG C/32 (8×4)
Armour:Belt: 145 to 320 mm
Deck: 110 to 120 mm
Bulkheads: 220 mm
Turrets: 130 to 360 mm
Barbettes: 342 mm
Conning tower: 360 mmAircraft carried:4×Arado Ar 196, with 1 double-ended catapult
* وعين للبارجة قبطانها الكابتن ايرنست ليندمان _48 سنة_وطاقمها المكون من 2221 ضابطا وبحارا .
وفى نهاية اغسطس 1940 اصبحت البارجة جاهزة للتسليم فقضت الشهر التسع التالية فى التدريب الشاق فى بحر البلطيق.
*فى ذلك الوقت شنت الغواصات الالمانية حربا ضارية على قوافل سفن الامدادات التى تعبر المحيط الى بريطانيا. متخذة من الموانى الفرنسية المحتلة فى لوريه وبرست ولاروشيل وسانت ناريز المطلة على خليج البسكاى قواعد لها.
وفى اكتوبر 1940 استطاعت البارجة الخفيفة ادميرال شير admiral scheer الابحار من الموانى الالمانية والوصول الى ميناء بريست عبر مضيق الدنمارك بين ايسلندا و جرينلاند فى اقصى الشمال.وتبعها الطراد الثقيل ادميرال هيبر admiral hipper فى ديسمبر 1940 وفى فبراير 1941 قاد الادميرال جونتر لوتينز _51 سنة_ الطرادين الثقيلين شارنهورست scharnhorst و جنايسناو gneisenau فى نفس الطريق خارج الموانى الالمانية.
وانطلقت تلك السفن الاربعة تحت قيادة الادميرال جونتر كقائد اسطول لترويع السفن التجارية ومساعدة الغواصات فى عملها والتصدى للاسطول البريطانى بقوة.
واستطاع لوتينز خلال شهر مارس التالى من اغراق سفن للحلفاء حمولتها 350000 طن وفى شهر ابريل بلغ الرقم 700000 طن ,وكان ذلك بالنسبة للادميرال الاعظم ايرك ريدر erich reader -قائد البحرية الالمانية_نصرا عظيما فى تاريخ البحرية الالمانية فوضع خطة جديدة باسم العملية(راين _اوبونج rhrin_ubung ) للسيطرة الكاملة على المحيط الاطلنطى ولفرض الحصار البحرى على بريطانيا.
ويقتضى ذلك خروج البارجة الثقيلة بسمارك مع الطراد الثقيل الجديد برنس اوجين prinz eugen ليكونا مع السفن الاربعة الاخرى تحت قيادة الادميرال لوتينز حيث انه اظهر مقدرة قيادية فائقة.
*يدأت الاستعدادات بابحار يبع سفن تموين من الموانى الفرنسية لتقف فى اماكن لها قرب مسار السفينتين لتزويدهما بالوقود والذخيرة والاغذية لمدة لاتقل عن ثلاثة اشهر للعنل وسط المحيط الاطلنطى وتم استدعاء لوتينز لقيادة القافلة والخروج من الموانى الالمانية.
وفى مايو1941 انطلقت السفينتين من مقرهما فى ميناء جوتن هافن(جدنيا حاليا فى شمال بولندا) للخروج الى بحر الشمال وفى اليوم التالى انضم اليهم اسطول من كاسحات الالغام والمدمرات والفرقاطات للحراسة.
ومنع الالمان مرور السفن من تلك المنطقة حتى عبور القافلة المسلحة ولكن الطراد السويدى جوتلاند رافق القافلة عدة ساعات وهى تعبر المضايق بين السويد والدنمارك حتى ان الادميرال لوتينز فى مقر قيادته على ظهر بسمارك ارسل رسالة لاسلكية الى برلين بان موقع قافلته قد اكتشف ولكنه لم يستطيع ان يفعل شيئا فقد كانت السويد على الحياد,وهو حياد مهم لالمانيا_التى كانت تستطيع ان تحتلها فى ساعات كما فعلت مع الدنمارك والنرويج فى ربيع 1940 _ولكن المانيا فى هذه الحالة لن تستطيع الحصول على الصلب السويدى اللازم للصناعات العسكرية .لذلك قرر لوتينز التوقف فى ميناء بيرجين النرويجى حتى يعيد تقدير حساباته.
وحدث ماتوقعه الادميرال لوتينز,اذ ان المعلومات التى حصل عليها الطراد السويدى وصلت لندن عن طريق الملحق البحرى البريطانى.وتلقى الادميرال جون توفى john tovey قائد الاسطول المكلف بحماية الجزر البريطانية فى مقره بشمال اسكتلندا _رسالة بتحرك السفن الالمانية,فارسل على الفور الطراد سوفولك suffolk للقيام باعمال الدورية شمال غرب ايسلندا على ان ينضم اليه الطراد نورفولك norfolk المتواجد هناك بالفعل.
وتقرر فى نفس الوقت القيام بغارة جوية عنيفة على السفن الالمانية فى النرويج ولكن حالت تقلبات الجو السيئة دون القيام بها.ثم جائت معلومات من طائرات الاستطلاع ان القافلة الالمانية غادرت ميناء بيرجن مساء يوم 22 مايو فى طريقها نحو الشمال الغربى لعبور ممر الدنمارك بين ايسلندا وجرينلاند.
وفى الحال اخذ الادميرال توفى فى تجميع السفن الحربية البريطانية التى يمكنها اعتراض القافلة الالمانية .وامكنه تجميع اسطول يتكون من :
البارجة الثقيلة هود hood
البارجة الثقيلة الحديثة برنس اوف ويلز prince of wales
حاملة الطائرات فيكتوريوس victorious
البارجة كينج جورج الخامس king george-V والتى يتخذها الادميرال توفى مقر له
ثلاثة طرادات قتال cruisers
ست مدمرات
بعد غروب يوم 23مايو 1941 شاهد الطراد البريطانى سوفولك القافلة الالمانية وهى تتجه نحو مدخل ممر الدنمارك وهو ممر يضيق فى ذلك الوقت الى حوالى 64 كيلو متر فقط بسبب زحف الجليد من جزيرة جرينلاند.وفى الحال امر قبطانها بالابتعاد باقصى سرعة نحو الشنال والاحتماء بالضباب ,اما الطراد نورفولك فقد كان داخل الضباب بالفعل بحوالى 15 ميل بحرى وتلقى اشارة لاسلكية من سوفولك بالابتعاد عن مسار القافلة ,ولكن قبطانها اخطأ الاتجاه فوجد نفسه بعد دقائق وبسمارك تتجه اليه راسا على بعد ستة اميال بحرية.
وزأرت مدافع بسمارك بغضب ,ولكن الطلقات اخطأت الطراد بامتار فاسرع داخل الضباب ,فليس من مهام الطرادين قتال بارجة ثقيلة,ولكن عليهما فقط متابعة مسارها عن بعد حتى تصل سفن قتال اكبر حجما وقد كانت السفن البريطانية قادمة بسرعة على بعد 300 ميل بحرى لاعتراض القافلة الالمانية فور خروجها من ممر الدنمارك.
اخترقت القافلة الالمانية حقل الغام بثة البريطانيين فى الممر ووصلت نهايته جنوب غرب ايسلندا فى السادسة من صباح يوم 24 مايو لتلتقى على الفور بالقوة البحرية البريطانية بقيادة البارجة هود ,وهى بارجة ثقيلة حمولتها 42000 طن وسرعتها 32 عقدة وتسليحها الرئيسى مماثل لمدافع بسمارك 8 مدافع عيار 15 بوصة كما انها اطول منها ((262 متر)) وتعد هود فخر البحرية البريطانية وكانت بقيادة قايس_ادميرال لانسيلوت هولاند.
ضاقت المسافة بين الاسطولين وسط جو بارد ملبد بالغيوم والضباب والسحب الكثيفة ,حتى اصبحت المسافة 13 ميل بحرى ,ثم امر هولاند باطلاق دفعة من النيران.
وانطلقت المدافع الاربعة الامامية مرة واحدة فى صوت مرعب ,حيث كانت الدانات تزن كل منها طنا تنطلق فى الهواء بسرعة 1600 ميل فى الساعة,وكذلك فعلت البارجة برنس اوف ويلز.
مرت لحظات ثم اطلقت بسمارك والطراد اوجين دفعات من الدانات نحو البارجتين البريطانيتين .اصابت طلقات بسمارك نصف اطقم المدافع على سطح هود واشعلت النيران فيها ,واصيب الطراد ايوجين بعدة طلقات لكنها غير خطرة.
وقرر القبطان هولاند الانسحاب بسرعة بعد ان تعطلت نصف مدافعه واعطى اشارة بذلك.ولكن بسمارك اطلقت دفعة خامسة من الطلقات على هود خلال اربع دقائق فقط.اخترقت الدانات هيكل هود وانفجرت داخلها فى مخزن الذخيرة مما ادى اللى انفجار البارجة هود من الداخل واصبحت كتلة من الجحيم ثم انشطرت الى نصفين واخذت فى الغرق بسرعة.
انسحبت البارجة برنس اوف ويلز تحت ستار كثيف من الدخان بعد اصابتها بسبع دانات دمرت منصتها وكل ما على سطحها من مدافع وقتل وجرح الكثيرون من بحارتها .كما غرقت مدمرة انجليزية بطلقة مباشرة واصيبت ثلاثة مدمرات اخرى وانحبت المدمرات الاخرى فى ذعر وخوف نحو بحر الشمال.
استمرت المعركة 13 دقيقة فقط ,ثم تابعت القافلة الالمانية مسارها وكان شيئا لم يكن,وهرعت المدمرة البريطانية اليكترا التى كانت على بعد 30ميلا شمال الاطلنطى الى مكان غرق هود فلم تجد سوى الحطام الطافى وثلاثة بحارة يكافحون الغرق فانتشلتهم.
لم تكن هناك اصابات فى الطراد برنس ايوجين ولكن بسمارك تلقت 3 طلقات خطرة فى مؤخرة البارجة تحت مستوى خط الماء,اصابت اثنان منها خزان الوقود الخلفى ,ولم يحدث انفجار او حريق ولكن الوقود بدأ فى التسرب منها ,مع تدفق الماء من الفتحات الثلاث ,حتى ابتلعت بسمارك حوالى الف طن من الماء قبل ان يستطيع الغواصون سد الثغرات بتجهيزات معدنية وكيميائية خاصة. وانخفض مؤخر البارجة حوالى درجتين مما خفض سرعتها الى 28 عقدة.
وكان على بسمارك ان تعود الى الاصلاح او تنطلق الى ميناء سانت ناريز الفرنسى على ان ينفصل الطراد ليوجين عن القافلة للقيام بمهامه وسط المحيط الاطلنطى ووافقت الادميرالية الالمانية على هذا الاقتراح.
*احدث غرق البارجة هود صدمة عنيفة لدى الادميرالية البريطانية والشعب البريطانى باسره حيث لم ينج من 1421 ضابط وبحار على ظهرها سوى 3 فقط!
وكان الالاف حول العالم قد زاروا البارجة عند وقوفها فى موانيهم ,حيث كانت تعد هود اكبر بارجة فى العالم فى ذلك الوقت قبل ظهور بسمارك بالطبع,وكانت تاج الاسطول البريطانى ورمز قوة الامبراطورية.
واذا كانت هود لم تستطع ان توقف بسمارك فمن اذا يستطيع وقفها,فضلا عن تدميرها؟
وعلى الفور استدعت الادميرالية البريطانية معظم السفن الحربية فى البحر المتوسط والمحيط الاطلنطى ,مضحية بسلامة القوافل من اجل التصدى لبسمارك باى حال من الاحوال والانتقام لغرق هود وشكلت الادميرالية البريطانية بسرعة اسطول كبير للتصدى لبسمارك ويتكون من:
4 بوراج قتال ثقيلة 2 طراد قتال 2حاملة طائرات 3طرادات ثقيلة 10طرادات خفيفة 21مدمرة وفرقاطة
لم يكن احد على ظهر بسمارك يعلم بكل هذه الاجراءات,وما يتنظر البارجة من اخطار خلال المسافة الباقية نحو الساحل الفرنسى.زظل جزء من السفن البريطانية فى شمال الاطلنطى ليقطع الطريق على عودة بسمارك الى المانيا عبر الممر البحرى الواسع 300 ميل بحرى بين الجزر فيرو وايسلندا .بينما نشطت طائرات الاستطلاع بعيدة المدى لاكتشاف موقع بسمارك التى كانت تسير فى خط متعرج.
وعند اكتشافها فى ظهيرة يوم 25 مايو ارسلت حاملة الطائرات فيكتوريوس 9 طائرات قاذفة للطوربيد من طراز سوورد فيش sword fish وهى طائرات قديمة ذات جناحين ومحرك مروحى واحد_ولم تصب بسمارك الا بطوربيد واحد عيار 18 بوصة لم يكن له اى تأثير وعادت الطائرات بمعجزة بعد ان تعرضت لعاصفة من طلقات المدافع المضادة للطائرات من البارجة.
اصدر الادميرال لوتينز امرا بالاتجاه مباشرة نحو الساحل الفرنسى لاختصار المسافة بدلا من قوس واسع فى المحيط.خاصة بعد سقوط السدادات المؤقتة للفتحات الخلفية اثناء المناورة الحادة,مما ادى اللى تدفق المزيد من المياه وخفض سرعة البارجة الى 16 عقدة . ولما تأكدت الوجهة النهائية لبسمارك تجمع الاسطول البريطانى كله للحاق بها وقطع الطريق امامها نحو الساحل الفرنسى.واستطاعت طائرة من طراز كاتالينا catalina بطاقم امريكى_ انطلقت من شمال ايرلندا وهى مصممة لكى تبقى محلقة مدة 28 ساعة متصلة بما تحملة من وقود يصل الى 1750 جالون_وقد اكتشفت الطائرة موقع بسمارك جنوب غرب بريطانيا فى صباح 26 مايو.
واندفعت البارجة ريبالس repulse لمطاردتها واللحاق بها .بينما كان هناك اسطول بريطانى اخر قادم من مضيق جبل طارق ,تقوده حاملة الطائرات ارك رويال ark royal ويضم البارجة رينيون renown والطراد شيفلد sheffild , وارسلت الحاملة 15 طائرة قاذفة للطوربيد لضرب بسمارك,فأخطأت الهدف وضربت الطراد شيفلد الذى كان فى نفس الطريق , بسبب سوء الاحوال الجوية والسحب الكثيفة.
واندفعت بعض الغواصات البريطانية من البحر المتوسط لتقف فى خليج بسكاى فى انتظار بسمارك بينما اندفعت الغواصات الالمانية من الموانى الفرنسية كى تشكل ستارة حامية جنوب مسار بسمارك لمنع هذه القوة البريطانية القادمة من البحر المتوسط.ولكن هذه القوة انحرفت غربا ثم تابعت مسارها شمالا .واستمرت طائرات الطوربيد والسفن البريطانية فى مهاجمة بسمارك طول الليل من جميع الجهات وهى تقاتل بعنف,وتقذف حمما من الدانات المتفجرة.ولم تخلو سفينة بريطانية من اصابة المانية.
اطلق على بسمارك عشرات الطوربيدات وسقطت طائرات كثيرة ,ولكن احد الطوربيدات اصاب الدفة الثقيلة التى تزن 250 طنا من الصلب وتجمدت بزاوية 15 درجة الى اليمين ,ولكن الرفاصات الثلاثة لم تصب بسوء.انحرفت بسمارك نحو الشمال ,واصبحت عاجزة عن تغيير مسارها او القيام بأى مناورة.
لم يستطع الغواصون تحرير تروس الدفة نظرا لضيق المكان وظروف القتال الجارى ولثقل الدفة.ويقول الخبراء ان فرصة تحقيق اصابة مماثلة لا تتعدى طوربيدا واحدا من كل مائة الف طوربيد يطلق على الدفة!
وقبل منتصف ليل 26 مايو ,ارسل الادميرال لوتينز رسالة لاسلكية الى الزعيم هتلر:((...انخفضت قدرة السفينة على المناورة .سنقاتل حتى النهاية يا زعيمى.نؤكد ثقتنا بالنصر الالمانى..)) ورد هتلر على ذلك برسالة مشفرة بعد ساعتين من مقره فى بيرجهوف :((اشكركم باسم الشعب الالمانى.))
فى فجر اليوم التالى كانت خمس مدمرات بريطانية قد اقتربت من بسمارك واخذت تضربها بعنف بينما كانت بسمارك عاجزة عن المناورة وتوجية مدافعها بدقة.
ثم بدأت جميع السفن البريطانية فى فتح النيران من جميع الجهات على بسمارك لمدة ساعتين متواصلتين .واقتربت احدى المدمرات واطلقت عليها عدة طوربيدات من مسافة لا تزيد كيلومترين ,مع ان اقل مسافة امنة تبلغ ستة كيلومترات.
وفى الساعة العاشرة واربعين دقيقة صباح 27 مايو 1941 بدأت بسمارك بالغوص نحو الاعماق .وانسحبت جميع السفن البريطانية بسرعة من المكان,حيث كان من المتوقع ان يمتلئ المكان بالغواصات الالمانية ...وبالفعل وصلت 11 غواصى المانية لانقاذ البحارة وامكنهم انقاذ 115 شخص وغرق مع البارجة 2106 اشخاص من بينهم قبطانها ايرنست ليندمان وقائد الاسطول الادميرال جونتر لوتينز.
*وقد سجل الادميرال جون توفى فى كتاب صدر له بعد الحرب قائلا:
((...خاضت بسمارك معركة بحرية شجاعة مع سفن متفوقة عليها عدديا الى حد كبير.ومع ذلك تمسك القادة الالمان بأرقى تراث للبحرية الالمانية.وعندما كانت تغوص الى الاعماق ,كانت اعلامها مازالت ترفرف على ساريتها)).
فى مايو 1989 عثر فريق فرنسى بقيادة روبرت بالار وبالاستعانة بغواصة الاعماق الامريكية ارجو,على حطام البارجة بسمارك على عمق 4500 متر فى قاع المحيط الاطلنطى.فى منطقة تبعد حوالى 1000 كيلومتر عن ميناء بريست الفرنسى حيث تم تصوير الحطام بكاميرا فيديو الية تحت الماء.وهو نفس الفريق الذى عثر على حطام تيتانيك عام 1985.
وقد اظهر تصوير البارجة الغارقة عن مفاجأة كبيرة,اذ كان من المعتقد انها غرقت بسبب اصابتها مباشرة بطوربيدين تحت مستوى خط الماء,اطلقتها المدمرة دورسيتشاير من مسافة كيلومترين,وذلك طبقا لسجلات البحرية البريطانية ولكن تبين ان البارجة لم تصب بشىء من ذلك وان الطوربيدات لم يكن لها اى تأثير يذكر على دروع البارجة.مما يؤكد وجهة النظر الالمانية ,حيث صدرت عدة كنب المانية حول الموضوع اهمها كتاب بوكارد فون مولينهايم_ريخبيرج,الذى كان قائدا لمدفعية بسمارك,واصدر كتابا حول اللحظات الاخيرة للبارجة نشر فى برلين عام 1980,اكد فيه ان الادميرال لوتينز امر بفاح طاباتالاغراق فى قاع البارجة بعد ان تأكد من استحالة كسب المعركة_حتى لا تقع فى ايدى البريطانيين .وان ايا من اصاباتها ام تكن تغرقها,حيث انها مصممة من عدة اجزاء محكمة ضد تيرب الماء فى حالى اصابة لى جزء فيها.
وقد عرضت مجلة دير شبيجل الالمانية هذا الكتاب وقابلت بين وجهة النظر الالمانية والبريطانية بعد اكتشاف حطام البارجة وتصويرها تحت الماء.
وسأقوم بوضع صور إضافه للموضوع المنقول
وسأضيف بعض المعلومات
وأيضآ بعض الفيديوهات الرائعه
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 799x502. |
*فى مايو 1941 اصبحت معظم الدول الاوروبية تحت سيكرة الالمان.وكان وجود الاسطول الالمانى فى المحيط الاطلنطى تهديد مخيف لقوافل السفن التى تحمل الامدادات الحيوية من امريكا الجنوبية والولايات المتحدة الى بريطانيا وبعد ذلك الى السوفيت عبر بحر الشمال.
وقصة اغراق بسمارك تعد من اهم واقوى العمليات البحرية والجوية التى تدرس حتى الان فى اهم الكليات البحرية فى مختلف دول العالم حيث انها اول عملية بحرية وجوية مشتركة.
ومؤلف الكتاب (لودوقيك كنيدى) اشترك فى هذه المطاردة حينما كان ضابطا صغيرا على احدى المدمرات البريطانية خلال الحرب وتمكن بعد الحرب من الاطلاع على الكثير من الوثائق الحربية البريطانية والالمانية,كما قام بنفسه بالبحث عن الحقيقة ممن اشتركوا فى هذه العملية ممن بقوا على قيد الحياة من الجانبين.
وفى مايو 1989 تم العثور على البارجة النازية بسمارك فى قاع المحيط الاطلنطى وتم تصويرها تحت الماء وكانت المفاجأة الكبرى التى اشارت اليها بغض الكتب التى صدرت فى المانيا عام 1980 والتى تحمل شهادة ضباط البارجة العملاقة بسمارك.
انتهى بناء البارجة العملاقة بسمارك فى فبراير 1939 فى ترسانة احدى الشركات الالمانية فى ميناء هامبورج حيث حضر هتلر والقادة حفل تدشين البارجة التى اطلق عليها اسم المستشار اوتوفون بسمارك otto von bismarck الذى وحد الولايات الالمانية فى دولة عصرية قوية عام 1871.
Otto von Bismarck in August 1890
وخلال الاشهر التسعة التالية جرى تسليحها ب:
وتسليح مساعد يضم: 8 مدافع رئيسية عيار 15 بوصة فى اربعة ابراج فى مقدمة ومؤخرة البارجة,كل مدفعين فى برج دوار من الصلب سمكه 14 بوصة.
12 مدفع عيار 5.9 بوصة. 16 مدفع عيار 105 ملليمتر. 16 مدفع مضاد للطائرات عيار 37 ملليمتر. 20 مدفع رشاش رباعى واحادى المواسير من عيار 20 ملليمتر.
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 765x600. |
وتبلغ حمولة البارجة بسمارك 41,700 طن اما وهى فى كامل تجهيزها وعتادها فتبلع حمولتها 50,900 طن ,ومزودة بمحركات ديزل قوتها 138000 حصان و3 رفاصات,وسرعتها 29 عقدة(حوالى 53ك/س) ,وهى مصفحة بجدار من الصلب الخاص حول هيكلها سمكه 38.5 سنتيمتر اما السطح فسمكه 20 سنتيمتر ويبلغ طول البارجة 251 متر ويبلغ عرضها 36 متر اما الغاطس فا 9.3 متر وفى كمل تجهيز البارجة يبلغ الغاطس 10.2 مترا ,اما الطيران فقد كانت تحمل البارجة 4 طائرات من طراز arado ar 196
.
Name:BismarckOrdered:16 November 1935Laid down:1 July 1936Launched:14 February 1939Commissioned:24 August 1940Bismarck General characteristicsDisplacement:41,700 T standard
50,900 tonnes full loadLength:251 metres (823.5 ft) overall
241.5 metres (792.3 ft) waterlineBeam:36.0 metres (118.1 ft) waterlineDraft:9.3 metres (30.5 ft) standard
10.2 metres (33.5 ft) full loadPropulsion:12 Wagner high-pressure;
3 Blohm & Voss geared turbines;
3 three-blade propellers, 4.70 m diameter
150,170 hp (121 MW)Speed:30.1 knots during trials (one work claims a speed of 31.1 knots (57.6 km/h).Range:8,525 nm at 19 knots (35 km/h)Complement:2,092: 103 officers 1,989 men (1941)Armament:
8 × 380 mm (4×2)
12 × 150 mm/L55 SK-C/28 (6×2)
16 × 105 mm/L65 SK-C/37 / SK-C/33 (8×2)
16 × 37 mm/L83 SK-C/30
12 × 20 mm/L65 MG C/30
8 × 20 mm/L65 MG C/32 (8×4)
Armour:Belt: 145 to 320 mm
Deck: 110 to 120 mm
Bulkheads: 220 mm
Turrets: 130 to 360 mm
Barbettes: 342 mm
Conning tower: 360 mmAircraft carried:4×Arado Ar 196, with 1 double-ended catapult
* وعين للبارجة قبطانها الكابتن ايرنست ليندمان _48 سنة_وطاقمها المكون من 2221 ضابطا وبحارا .
وفى نهاية اغسطس 1940 اصبحت البارجة جاهزة للتسليم فقضت الشهر التسع التالية فى التدريب الشاق فى بحر البلطيق.
*فى ذلك الوقت شنت الغواصات الالمانية حربا ضارية على قوافل سفن الامدادات التى تعبر المحيط الى بريطانيا. متخذة من الموانى الفرنسية المحتلة فى لوريه وبرست ولاروشيل وسانت ناريز المطلة على خليج البسكاى قواعد لها.
وفى اكتوبر 1940 استطاعت البارجة الخفيفة ادميرال شير admiral scheer الابحار من الموانى الالمانية والوصول الى ميناء بريست عبر مضيق الدنمارك بين ايسلندا و جرينلاند فى اقصى الشمال.وتبعها الطراد الثقيل ادميرال هيبر admiral hipper فى ديسمبر 1940 وفى فبراير 1941 قاد الادميرال جونتر لوتينز _51 سنة_ الطرادين الثقيلين شارنهورست scharnhorst و جنايسناو gneisenau فى نفس الطريق خارج الموانى الالمانية.
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x487. |
وانطلقت تلك السفن الاربعة تحت قيادة الادميرال جونتر كقائد اسطول لترويع السفن التجارية ومساعدة الغواصات فى عملها والتصدى للاسطول البريطانى بقوة.
واستطاع لوتينز خلال شهر مارس التالى من اغراق سفن للحلفاء حمولتها 350000 طن وفى شهر ابريل بلغ الرقم 700000 طن ,وكان ذلك بالنسبة للادميرال الاعظم ايرك ريدر erich reader -قائد البحرية الالمانية_نصرا عظيما فى تاريخ البحرية الالمانية فوضع خطة جديدة باسم العملية(راين _اوبونج rhrin_ubung ) للسيطرة الكاملة على المحيط الاطلنطى ولفرض الحصار البحرى على بريطانيا.
ويقتضى ذلك خروج البارجة الثقيلة بسمارك مع الطراد الثقيل الجديد برنس اوجين prinz eugen ليكونا مع السفن الاربعة الاخرى تحت قيادة الادميرال لوتينز حيث انه اظهر مقدرة قيادية فائقة.
*يدأت الاستعدادات بابحار يبع سفن تموين من الموانى الفرنسية لتقف فى اماكن لها قرب مسار السفينتين لتزويدهما بالوقود والذخيرة والاغذية لمدة لاتقل عن ثلاثة اشهر للعنل وسط المحيط الاطلنطى وتم استدعاء لوتينز لقيادة القافلة والخروج من الموانى الالمانية.
وفى مايو1941 انطلقت السفينتين من مقرهما فى ميناء جوتن هافن(جدنيا حاليا فى شمال بولندا) للخروج الى بحر الشمال وفى اليوم التالى انضم اليهم اسطول من كاسحات الالغام والمدمرات والفرقاطات للحراسة.
ومنع الالمان مرور السفن من تلك المنطقة حتى عبور القافلة المسلحة ولكن الطراد السويدى جوتلاند رافق القافلة عدة ساعات وهى تعبر المضايق بين السويد والدنمارك حتى ان الادميرال لوتينز فى مقر قيادته على ظهر بسمارك ارسل رسالة لاسلكية الى برلين بان موقع قافلته قد اكتشف ولكنه لم يستطيع ان يفعل شيئا فقد كانت السويد على الحياد,وهو حياد مهم لالمانيا_التى كانت تستطيع ان تحتلها فى ساعات كما فعلت مع الدنمارك والنرويج فى ربيع 1940 _ولكن المانيا فى هذه الحالة لن تستطيع الحصول على الصلب السويدى اللازم للصناعات العسكرية .لذلك قرر لوتينز التوقف فى ميناء بيرجين النرويجى حتى يعيد تقدير حساباته.
وحدث ماتوقعه الادميرال لوتينز,اذ ان المعلومات التى حصل عليها الطراد السويدى وصلت لندن عن طريق الملحق البحرى البريطانى.وتلقى الادميرال جون توفى john tovey قائد الاسطول المكلف بحماية الجزر البريطانية فى مقره بشمال اسكتلندا _رسالة بتحرك السفن الالمانية,فارسل على الفور الطراد سوفولك suffolk للقيام باعمال الدورية شمال غرب ايسلندا على ان ينضم اليه الطراد نورفولك norfolk المتواجد هناك بالفعل.
وتقرر فى نفس الوقت القيام بغارة جوية عنيفة على السفن الالمانية فى النرويج ولكن حالت تقلبات الجو السيئة دون القيام بها.ثم جائت معلومات من طائرات الاستطلاع ان القافلة الالمانية غادرت ميناء بيرجن مساء يوم 22 مايو فى طريقها نحو الشمال الغربى لعبور ممر الدنمارك بين ايسلندا وجرينلاند.
وفى الحال اخذ الادميرال توفى فى تجميع السفن الحربية البريطانية التى يمكنها اعتراض القافلة الالمانية .وامكنه تجميع اسطول يتكون من :
البارجة الثقيلة هود hood
البارجة الثقيلة الحديثة برنس اوف ويلز prince of wales
حاملة الطائرات فيكتوريوس victorious
البارجة كينج جورج الخامس king george-V والتى يتخذها الادميرال توفى مقر له
ثلاثة طرادات قتال cruisers
ست مدمرات
بعد غروب يوم 23مايو 1941 شاهد الطراد البريطانى سوفولك القافلة الالمانية وهى تتجه نحو مدخل ممر الدنمارك وهو ممر يضيق فى ذلك الوقت الى حوالى 64 كيلو متر فقط بسبب زحف الجليد من جزيرة جرينلاند.وفى الحال امر قبطانها بالابتعاد باقصى سرعة نحو الشنال والاحتماء بالضباب ,اما الطراد نورفولك فقد كان داخل الضباب بالفعل بحوالى 15 ميل بحرى وتلقى اشارة لاسلكية من سوفولك بالابتعاد عن مسار القافلة ,ولكن قبطانها اخطأ الاتجاه فوجد نفسه بعد دقائق وبسمارك تتجه اليه راسا على بعد ستة اميال بحرية.
وزأرت مدافع بسمارك بغضب ,ولكن الطلقات اخطأت الطراد بامتار فاسرع داخل الضباب ,فليس من مهام الطرادين قتال بارجة ثقيلة,ولكن عليهما فقط متابعة مسارها عن بعد حتى تصل سفن قتال اكبر حجما وقد كانت السفن البريطانية قادمة بسرعة على بعد 300 ميل بحرى لاعتراض القافلة الالمانية فور خروجها من ممر الدنمارك.
اخترقت القافلة الالمانية حقل الغام بثة البريطانيين فى الممر ووصلت نهايته جنوب غرب ايسلندا فى السادسة من صباح يوم 24 مايو لتلتقى على الفور بالقوة البحرية البريطانية بقيادة البارجة هود ,وهى بارجة ثقيلة حمولتها 42000 طن وسرعتها 32 عقدة وتسليحها الرئيسى مماثل لمدافع بسمارك 8 مدافع عيار 15 بوصة كما انها اطول منها ((262 متر)) وتعد هود فخر البحرية البريطانية وكانت بقيادة قايس_ادميرال لانسيلوت هولاند.
ضاقت المسافة بين الاسطولين وسط جو بارد ملبد بالغيوم والضباب والسحب الكثيفة ,حتى اصبحت المسافة 13 ميل بحرى ,ثم امر هولاند باطلاق دفعة من النيران.
وانطلقت المدافع الاربعة الامامية مرة واحدة فى صوت مرعب ,حيث كانت الدانات تزن كل منها طنا تنطلق فى الهواء بسرعة 1600 ميل فى الساعة,وكذلك فعلت البارجة برنس اوف ويلز.
مرت لحظات ثم اطلقت بسمارك والطراد اوجين دفعات من الدانات نحو البارجتين البريطانيتين .اصابت طلقات بسمارك نصف اطقم المدافع على سطح هود واشعلت النيران فيها ,واصيب الطراد ايوجين بعدة طلقات لكنها غير خطرة.
وقرر القبطان هولاند الانسحاب بسرعة بعد ان تعطلت نصف مدافعه واعطى اشارة بذلك.ولكن بسمارك اطلقت دفعة خامسة من الطلقات على هود خلال اربع دقائق فقط.اخترقت الدانات هيكل هود وانفجرت داخلها فى مخزن الذخيرة مما ادى اللى انفجار البارجة هود من الداخل واصبحت كتلة من الجحيم ثم انشطرت الى نصفين واخذت فى الغرق بسرعة.
انسحبت البارجة برنس اوف ويلز تحت ستار كثيف من الدخان بعد اصابتها بسبع دانات دمرت منصتها وكل ما على سطحها من مدافع وقتل وجرح الكثيرون من بحارتها .كما غرقت مدمرة انجليزية بطلقة مباشرة واصيبت ثلاثة مدمرات اخرى وانحبت المدمرات الاخرى فى ذعر وخوف نحو بحر الشمال.
استمرت المعركة 13 دقيقة فقط ,ثم تابعت القافلة الالمانية مسارها وكان شيئا لم يكن,وهرعت المدمرة البريطانية اليكترا التى كانت على بعد 30ميلا شمال الاطلنطى الى مكان غرق هود فلم تجد سوى الحطام الطافى وثلاثة بحارة يكافحون الغرق فانتشلتهم.
لم تكن هناك اصابات فى الطراد برنس ايوجين ولكن بسمارك تلقت 3 طلقات خطرة فى مؤخرة البارجة تحت مستوى خط الماء,اصابت اثنان منها خزان الوقود الخلفى ,ولم يحدث انفجار او حريق ولكن الوقود بدأ فى التسرب منها ,مع تدفق الماء من الفتحات الثلاث ,حتى ابتلعت بسمارك حوالى الف طن من الماء قبل ان يستطيع الغواصون سد الثغرات بتجهيزات معدنية وكيميائية خاصة. وانخفض مؤخر البارجة حوالى درجتين مما خفض سرعتها الى 28 عقدة.
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 740x550. |
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x555. |
وكان على بسمارك ان تعود الى الاصلاح او تنطلق الى ميناء سانت ناريز الفرنسى على ان ينفصل الطراد ليوجين عن القافلة للقيام بمهامه وسط المحيط الاطلنطى ووافقت الادميرالية الالمانية على هذا الاقتراح.
*احدث غرق البارجة هود صدمة عنيفة لدى الادميرالية البريطانية والشعب البريطانى باسره حيث لم ينج من 1421 ضابط وبحار على ظهرها سوى 3 فقط!
وكان الالاف حول العالم قد زاروا البارجة عند وقوفها فى موانيهم ,حيث كانت تعد هود اكبر بارجة فى العالم فى ذلك الوقت قبل ظهور بسمارك بالطبع,وكانت تاج الاسطول البريطانى ورمز قوة الامبراطورية.
واذا كانت هود لم تستطع ان توقف بسمارك فمن اذا يستطيع وقفها,فضلا عن تدميرها؟
وعلى الفور استدعت الادميرالية البريطانية معظم السفن الحربية فى البحر المتوسط والمحيط الاطلنطى ,مضحية بسلامة القوافل من اجل التصدى لبسمارك باى حال من الاحوال والانتقام لغرق هود وشكلت الادميرالية البريطانية بسرعة اسطول كبير للتصدى لبسمارك ويتكون من:
4 بوراج قتال ثقيلة 2 طراد قتال 2حاملة طائرات 3طرادات ثقيلة 10طرادات خفيفة 21مدمرة وفرقاطة
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x600. |
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 640x480. |
لم يكن احد على ظهر بسمارك يعلم بكل هذه الاجراءات,وما يتنظر البارجة من اخطار خلال المسافة الباقية نحو الساحل الفرنسى.زظل جزء من السفن البريطانية فى شمال الاطلنطى ليقطع الطريق على عودة بسمارك الى المانيا عبر الممر البحرى الواسع 300 ميل بحرى بين الجزر فيرو وايسلندا .بينما نشطت طائرات الاستطلاع بعيدة المدى لاكتشاف موقع بسمارك التى كانت تسير فى خط متعرج.
وعند اكتشافها فى ظهيرة يوم 25 مايو ارسلت حاملة الطائرات فيكتوريوس 9 طائرات قاذفة للطوربيد من طراز سوورد فيش sword fish وهى طائرات قديمة ذات جناحين ومحرك مروحى واحد_ولم تصب بسمارك الا بطوربيد واحد عيار 18 بوصة لم يكن له اى تأثير وعادت الطائرات بمعجزة بعد ان تعرضت لعاصفة من طلقات المدافع المضادة للطائرات من البارجة.
اصدر الادميرال لوتينز امرا بالاتجاه مباشرة نحو الساحل الفرنسى لاختصار المسافة بدلا من قوس واسع فى المحيط.خاصة بعد سقوط السدادات المؤقتة للفتحات الخلفية اثناء المناورة الحادة,مما ادى اللى تدفق المزيد من المياه وخفض سرعة البارجة الى 16 عقدة . ولما تأكدت الوجهة النهائية لبسمارك تجمع الاسطول البريطانى كله للحاق بها وقطع الطريق امامها نحو الساحل الفرنسى.واستطاعت طائرة من طراز كاتالينا catalina بطاقم امريكى_ انطلقت من شمال ايرلندا وهى مصممة لكى تبقى محلقة مدة 28 ساعة متصلة بما تحملة من وقود يصل الى 1750 جالون_وقد اكتشفت الطائرة موقع بسمارك جنوب غرب بريطانيا فى صباح 26 مايو.
واندفعت البارجة ريبالس repulse لمطاردتها واللحاق بها .بينما كان هناك اسطول بريطانى اخر قادم من مضيق جبل طارق ,تقوده حاملة الطائرات ارك رويال ark royal ويضم البارجة رينيون renown والطراد شيفلد sheffild , وارسلت الحاملة 15 طائرة قاذفة للطوربيد لضرب بسمارك,فأخطأت الهدف وضربت الطراد شيفلد الذى كان فى نفس الطريق , بسبب سوء الاحوال الجوية والسحب الكثيفة.
واندفعت بعض الغواصات البريطانية من البحر المتوسط لتقف فى خليج بسكاى فى انتظار بسمارك بينما اندفعت الغواصات الالمانية من الموانى الفرنسية كى تشكل ستارة حامية جنوب مسار بسمارك لمنع هذه القوة البريطانية القادمة من البحر المتوسط.ولكن هذه القوة انحرفت غربا ثم تابعت مسارها شمالا .واستمرت طائرات الطوربيد والسفن البريطانية فى مهاجمة بسمارك طول الليل من جميع الجهات وهى تقاتل بعنف,وتقذف حمما من الدانات المتفجرة.ولم تخلو سفينة بريطانية من اصابة المانية.
اطلق على بسمارك عشرات الطوربيدات وسقطت طائرات كثيرة ,ولكن احد الطوربيدات اصاب الدفة الثقيلة التى تزن 250 طنا من الصلب وتجمدت بزاوية 15 درجة الى اليمين ,ولكن الرفاصات الثلاثة لم تصب بسوء.انحرفت بسمارك نحو الشمال ,واصبحت عاجزة عن تغيير مسارها او القيام بأى مناورة.
لم يستطع الغواصون تحرير تروس الدفة نظرا لضيق المكان وظروف القتال الجارى ولثقل الدفة.ويقول الخبراء ان فرصة تحقيق اصابة مماثلة لا تتعدى طوربيدا واحدا من كل مائة الف طوربيد يطلق على الدفة!
وقبل منتصف ليل 26 مايو ,ارسل الادميرال لوتينز رسالة لاسلكية الى الزعيم هتلر:((...انخفضت قدرة السفينة على المناورة .سنقاتل حتى النهاية يا زعيمى.نؤكد ثقتنا بالنصر الالمانى..)) ورد هتلر على ذلك برسالة مشفرة بعد ساعتين من مقره فى بيرجهوف :((اشكركم باسم الشعب الالمانى.))
فى فجر اليوم التالى كانت خمس مدمرات بريطانية قد اقتربت من بسمارك واخذت تضربها بعنف بينما كانت بسمارك عاجزة عن المناورة وتوجية مدافعها بدقة.
ثم بدأت جميع السفن البريطانية فى فتح النيران من جميع الجهات على بسمارك لمدة ساعتين متواصلتين .واقتربت احدى المدمرات واطلقت عليها عدة طوربيدات من مسافة لا تزيد كيلومترين ,مع ان اقل مسافة امنة تبلغ ستة كيلومترات.
وفى الساعة العاشرة واربعين دقيقة صباح 27 مايو 1941 بدأت بسمارك بالغوص نحو الاعماق .وانسحبت جميع السفن البريطانية بسرعة من المكان,حيث كان من المتوقع ان يمتلئ المكان بالغواصات الالمانية ...وبالفعل وصلت 11 غواصى المانية لانقاذ البحارة وامكنهم انقاذ 115 شخص وغرق مع البارجة 2106 اشخاص من بينهم قبطانها ايرنست ليندمان وقائد الاسطول الادميرال جونتر لوتينز.
*وقد سجل الادميرال جون توفى فى كتاب صدر له بعد الحرب قائلا:
((...خاضت بسمارك معركة بحرية شجاعة مع سفن متفوقة عليها عدديا الى حد كبير.ومع ذلك تمسك القادة الالمان بأرقى تراث للبحرية الالمانية.وعندما كانت تغوص الى الاعماق ,كانت اعلامها مازالت ترفرف على ساريتها)).
فى مايو 1989 عثر فريق فرنسى بقيادة روبرت بالار وبالاستعانة بغواصة الاعماق الامريكية ارجو,على حطام البارجة بسمارك على عمق 4500 متر فى قاع المحيط الاطلنطى.فى منطقة تبعد حوالى 1000 كيلومتر عن ميناء بريست الفرنسى حيث تم تصوير الحطام بكاميرا فيديو الية تحت الماء.وهو نفس الفريق الذى عثر على حطام تيتانيك عام 1985.
وقد اظهر تصوير البارجة الغارقة عن مفاجأة كبيرة,اذ كان من المعتقد انها غرقت بسبب اصابتها مباشرة بطوربيدين تحت مستوى خط الماء,اطلقتها المدمرة دورسيتشاير من مسافة كيلومترين,وذلك طبقا لسجلات البحرية البريطانية ولكن تبين ان البارجة لم تصب بشىء من ذلك وان الطوربيدات لم يكن لها اى تأثير يذكر على دروع البارجة.مما يؤكد وجهة النظر الالمانية ,حيث صدرت عدة كنب المانية حول الموضوع اهمها كتاب بوكارد فون مولينهايم_ريخبيرج,الذى كان قائدا لمدفعية بسمارك,واصدر كتابا حول اللحظات الاخيرة للبارجة نشر فى برلين عام 1980,اكد فيه ان الادميرال لوتينز امر بفاح طاباتالاغراق فى قاع البارجة بعد ان تأكد من استحالة كسب المعركة_حتى لا تقع فى ايدى البريطانيين .وان ايا من اصاباتها ام تكن تغرقها,حيث انها مصممة من عدة اجزاء محكمة ضد تيرب الماء فى حالى اصابة لى جزء فيها.
وقد عرضت مجلة دير شبيجل الالمانية هذا الكتاب وقابلت بين وجهة النظر الالمانية والبريطانية بعد اكتشاف حطام البارجة وتصويرها تحت الماء.